الفسفاط التونسي

عدسات الصحفيين التونسيين تخرج الفسفاط الأسود إلى النور

في بادرة هي الأولى من نوعها في تونس، تمكن الصحفيون التونسيون المختصون في المجال الاقتصادي من زيارة مواقع استخراج وغسل الفسفاط في مدينة المتلوي من ولاية قفصة، وذلك إثر الجهود التي بذلتها كل من منظمة المادة 19 ومعهد حوكمة الموارد الطبيعية للحصول على ترخيص مسبق من وزارة الطاقة والمناجم.

وتندرج هذه الزيارة ضمن البرنامج التدريبي الذي انطلق منذ ديسمبر الماضي، ليختتم في ثالث دورة له في الرابع عشر من أفريل الحالي بمدينة توزر. وهو برنامج يهدف إلى دعم تكوين الصحفيين في مجال حوكمة الموارد الطبيعية وتزويدهم بالمعارف الضرورية من خلال استضافة خبراء من تونس وخارجها.

وخلال هذه الزيارة الميدانية التي انتظمت يوم الثلاثاء 12 أفريل بحضور الملحق الصحفي لوزارة الطاقة والمناجم، التقى الصحفيون بمدير إقليم كاف الدور بالمتلوي لشركة فسفاط قفصة الشادلي الخالدي الذي قدم لهم فكرة عن نسب الإنتاج بالشركة وعن العراقيل التي تواجهها وأبرزها تكرر الاعتصامات بالجهة، ثم توجهوا إلى مغسلة الفسفاط بكاف الدور بالمتلوي أين أطلعهم رئيس مغاسل المتلوي فرحات السحيمي على مراحل غسل الفسفاط ومعالجته، ليتعرفوا فيما بعد على مقر مقطع كاف الدور للفسفاط وما تعمل فيه من تجهيزات ضخمة. وتوجت هذه الزيارة لشركة فسفاط قفصة بلقاء المدير المركزي للبحث والتنمية والتجديد العبيدي غزلان الذي تحدث عن المشاريع المستقبلية للشركة.

وفي الجزء الثاني من الزيارة الميدانية، توجه الصحفيون إلى المظيلة وتحديدا إلى مقر معمل المظيلة 1 التابع للمجمع الكيمائي التونسي، وفيه التقوا بمدير المعمل فجراوي عبد الله الذي قدم لهم فكرة عن الإنتاج ومراحله وخصائصه. وفي معمل المظيلة 2 عاينوا تقدم أشغال إنجاز المعمل الذي تنطلق عملية الإنتاج به في الفترة المقبلة واطلعوا على أهداف المشروع من خلال لقاء مع مدير المعمل عبد السلام شوية.

وقد تمكن الصحفيون في كل مراحل هذه الزيارة الميدانية من إجراء حوارات إذاعية ومصورة مع المسؤولين بشركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي، وكذلك من التقاط صور للفسفاط التونسي منذ استخراجه إلى حين إعداده للبيع. وتعد هذه الصور الأولى من نوعها في تونس التي تبرز منتج الفسفاط التونسي في مراحل مختلفة، وتصوره في لونه الأسود المنتصب في الطبيعة.

ولم يكن لهذه الصور أن ترى النور وتلتقطها عدسات الصحفيين لولا هذه الزيارة الميدانية، ذلك أن الوصول إلى مواقع استخراج ومعالجة ونقل الفسفاط ليس بالأمر الهين لسببين أولهما الطريق الوعرة والمتشعبة المؤدية إلى مقطع ومغاسل الفسفاط، وثانيهما ضرورة الحصول على ترخيص مسبق من سلطة الإشراف للتمكن من إنجاز عمل صحفي ميداني، من حيث تصوير المنتوج والتجهيزات والحصول على معلومات إضافية من قبل المسؤولين بالشركات.
هدى الحاج قاسم / 2016.04.18

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق